الحمد
لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأصلي وأسلم على أشرف
المرسلين ، سيدنا محمد النبي الأمي ، أشهد أنه بلغ الرسالة وأد الأمانة ،
ونصح الأمة ، وأزال الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ،
تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . أما بعد :
نصائح إلى كل فتاة مسلمة :
أختاه
إن إلتزامك بحجابك الشرعي له خير دليل على حبك لدينك ، وعلامة إعتزازك به ،
حجابك الشرعي شعار لطهارتك ، وبرهان على عفتك ، وعنوان حياءك من المولى ،
ورمز إيمانك .
أختاه أما علمت أن الدر أغلى ما يكون إذا كان في أصدافه مكنونا؟ فلتعتزي أختاه بحجابك الشرعي .
أختاه أضع بين يديك مجموعة من النصائح والإرشادات لعلك أخيه تجدين بها المتعة والفائدة هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه .
الكـــلام :
إلى أختي المسلمة :
1. إحذري الثرثرة وكثرة الكلام ، قال تعالى :" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " .
وإعلمي
أن هناك من يحصي كلامك ويعده عليك : " عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما
يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " . وليكن كلامك مختصراً وافياً بالغرض
الذي من أجله تتحدثين .
2.
إقرئي القرآن الكريم ، وإحرصي أن يكون لك ورد يومي منه ، وحاولي أن تحفظي
منه قدر ما تستطيعين ، لتنالي الأجر العظيم يوم القيامة . عن عبدالله بن
عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يقال لصاحب
القرآن : إقرأ وإرتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية
تقرؤها " صحيح سنن الترمذي (2329) .
3.
ليس جميلاً أن تتحدثي بكل ما سمعت ، فإن في هذا مجالاً للوقوع في الكذب .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" كفى
بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع " . ( رواه مسلم ) .
4.
إياك والتباهي " الافتخار " بما ليس عندك لأجل التكثر و الارتفاع في أعين
الناس ، فعن عائشة رضي الله عنها أن إمرأة قالت : يا رسول الله ، أقول إن
زوجي أعطاني ما لم يعطني ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المتشبع
بما لم يعط كلابس ثوبي زور " ( متفق عليه ) .
5.
إن لذكر الله تأثيراً عظيماً في حياة المسلم الروحية والنفسية والجسمية
والاجتماعية ، فإحرصي – أختي المسلمة أن تذكري الله كل حين على أي حالة كنت
، فقد مدح الله عباده المخلصين بقوله : " الذين يذكرون الله قيماً وقعوداً
وعلى جنوبهم " ( آل عمران : 191 ) .
•
وذكر عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن شرائع
الإسلام كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به . قال : " لا يزال لسانك رطباً من
ذكر الله " . صحيح سنن الترمذي ( 2687 ) .
6.
إذا أردت الحديث فإياك والتعاظم والتفاصح والتقعر في الكلام ، فهي صفة
بغيضة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " وإن أبغضكم إلي
وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " صحيح
سنن الترمذي ، (1642 ) .
7.
ليكن لك أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم من إطالة الصمت وطول الفكر ،
وعدم إكثار الضحك والإستغراق فيه ؛ فعن سماك قال : قلت لجابر بن سمرة :
أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : " نعم ، فكان طويل الصمت ،
قليل الضحك ، وكان أصحابه يذكرون الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما
تبسم " المسند ( 5/86) .
•
وليكن حديثك – إن تحدثت – بخير وإلا فالصمت أولى بك ؛ قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "
رواه البخاري ( 8/60) .
8.
إياك ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الاستخفاف بها ،
وليكن حسن الاستماع أدباً لك ، والرد بالتي هي أحسن شعاراً لشخصك .
9.
إحذري كل الحذر من السخرية بطريقة كلام الآخرين ؛ كمن يتلعثم في كلامه أو
عنده شيء من التأتأة أو اللثغة ، قال تعالى : " يأيها الذين ءامنوا لا يسخر
قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً
منهن" .
•
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا
يخذله ولا يحقره .. بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " ( رواه مسلم )
.
10.
إذا سمعت قراءة القرآن الكريم فإقطعي الحديث أياً كان موضوعه ؛ تأدباً مع
كلام الله ، وإمتثالاً لأمره حيث يقول : " وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له
وأنصتوا لعلكم ترحمون " .
11.
إجتهدي على وزن الكلمة في نفسك قبل أن يقذفها لسانك ، وإحرصي أن تكون
الكلمة صالحة طيبة في سبيل الخير ، بعيدة عن الشر وما يوصل إلى سخط الله،
فللكلمة مسئوولية عظيمة، فكم من كلمة أدخلت صاحبها إلى الجنة ، وكم من كلمة
هوت بصاحبها في قعر جهنم.
•
فعن أبي هريرة رضي الله عنة عن النبي صلى الله علية وسلم قال: "إن العبد
ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات،وإن
العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم "
رواه البخاري، (6487)
•
وفي حديث معاذ رضي الله عنة عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم :" و إنا
لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال صلى الله علية وسلم : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل
يكب الناس في النار على وجوههم وفي رواية على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم "
صحيح سنن الترمذي (2110)
12.
إستعملي لسانك –وهو النعمة العظيمة من الله عليك – الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ، والدعوة إلى الخير ، قال تعالى"لاخير في كثير من نجواهم إلا من
أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس" (النساء :114).
عشرة أسباب لفوائد الحجاب
أولا :حفظ العرض: الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد.
ثانيا:طهارة
القلوب: الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها
بالتقوى، وتعظيم الحرمات. وصدق الله سبحانه "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن".
ثالثا:
مكارم الأخلاق: الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والإحتشام
والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك
والسفالة والفساد.
رابعا:
علامة على العفيفات الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن
وشرفهن، وبعدهن عن دنس الريبة والشك: "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"، وصلاح
الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على
دار إلا أكسبتها الهناء. ومما يستطرف ذكره هنا، أن النميري لما أنشد عند
الحجاج قوله:
يخمرن أطراف البنان من التقى
***** ويخرجن جنح الليل معتجرات قال الحجاج: وهكذا المرأة الحرة المسلمة.
خامسا:قطع
الأطماع والخواطر الشيطانية: الحجاب وقاية إجتماعية من الأذى، وأمراض قلوب
الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة، ويدفع أذى
الرجل في عرضه، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها، ووقاية من رمي المحصنات
بالفواحش، وإبعاد قالة السوء، ودنس الريبة والشك، وغيرها من الخطرات
الشيطانية. ولبعضهم: حور
حرائر ما هممن بريبة **** كظباء مكة صيدهن حرام.
سادسا:
حفظ الحياء: وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلق يودعه الله في
النفوس التي أراد - سبحانه - تكريمها، فيبعث على الفضائل، ويدفع في وجوه
الرذائل، وهو من خصائص الإنسان، وخصال الفطرة، وخلق الإسلام، والحياء شعبة
من شعب الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإٍسلام ودعا إليها،
قال عنترة العبسي: وأغض طرفي إن بدت لي جارتي **** حتى يواري جارتي مأواها
فآل
مفعول الحياء إلى التحلي بالفضائل، وإلى سياج رادع، يصد النفس ويزجرها عن
تطورها في الرذائل، وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب
خلع للحياء.
سابعا:الحجاب يمنع نفوذ التبرج والسفور والإختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام.
ثامنا:الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ.
تاسعا: المرأة عورة، والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى، قال الله
تعالى: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير" (الأعراف / 26).
قال عبدالرحمن بن أسلم "رحمه الله تعالى" في تفسير هذه الآية: يتقي الله فيواري عورته فذاك لباس التقوى.
وفي
الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إستر عوراتي وآمن
روعاتي " رواه أبو داود وغيره. فاللهم إستر عوارتنا وعورات نساء
المؤمنين،اللهم آمين.
عاشرا:
حفظ الغيرة: فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم أن تنتهك، أو
ينال منها، وباعث على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر والذراري، غيرة
النساء على أعراضهن وشرفهن، وغيرة أوليائهن عليهن، وغيرة المؤمنين على
محارم المؤمنين من أن تنال الحرمات، أو تخدش بما يجرح كرامتها وعفتها
وطهارتها ولو بنظرة أجنبي إليها.
"من كتاب حراسة الفضيلة " للدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد
اللهم
إنا نسألك بأنك الله الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفواً أحد، المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي
القيوم، الأول فليس قبلك شيء، والآخر فليس بعدك شيء، والظاهر فليس فوقك
شيء، والباطن فليس دونك شيء أن تحفظ المسلمين في فلسطين والعراق وتخذل
عدوهم.
اللهم
مجري السحاب منزل الكتاب، هازم الأحزاب إهزم اليهود وجنود التحالف
وزلزلهم، وإنصر المجاهدين عليهم،. اللهم إن لك صفوة تدخلهم الجنة بغير حساب
ولا عقاب فاجعل قاريء الموضوع منهم اللهم آمـــــــــين .