هاآرتس: "شاليط"غلطة لن تتكرر
فلسطين اليوم- غزة
احتلت
صفقة "جلعاد شاليط" الأسير الإسرائيلي ، والذي تم الإفراج عنه اليوم، في
مقابل ما يزيد عن 1000 أسير في السجون الإسرائيلية، صدارة الصفحات الكبرى
العالمية وعلى رأسها الصحف الإسرائيلية التى تناولت جميعا الصفقة ولكن
بوجهات نظر متعددة تصل إلى حد التناقض.
وفي
الوقت الذي تعتبر فيه الحكومة الإسرائيلية برئاسة (نتنياهو) إستعادة شاليط
مكسبا هائلا وإنجازا حكوميا يذكره التاريخ، أكدت صحيفة (هاآرتس)
الإسرائيلية أن صفقة "شاليط" غلطة لا يجب أن تتكرر مرة أخرى، وطالبت
الحكومة الإسرائيلية بتغيير سياستها التفاوضية على الأسرى، مؤكدة أن الصفقة
تشجع المزيد من اختطاف الإسرائيليين لمقايضتهم بآلاف السجناء الفلسطينيين،
ومشددة على أن مفاوضات إسرائيل لابد أن لا تتجاوز شخصا مقابل شخص وليس
مقابل الآلاف.
من
جانبها اعتبرت صحيفة (جروزاليم بوست) الإسرائيلية الصفقة أنها دليل على
استمرار سياسة الفشل الإسرائيلي في التعامل مع قضايا الإفراج عن
الإسرائيليين المختطفين، واصفة القيادة الإسرائيلية بأنها تتعامل بسهولة مع
المختطفين الفلسطينيين مما يشجعهم على القيام بعمليات كثيرة أخرى تحرج
القيادة.
وفي
المقابل رأت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أن الصفقة ناجحة على المدى القصير،
فعودة جلعاد شاليط على حياً إلى إسرائيل بعد احتجازه أكثر من خمسة أعوام
على يد حركة حماس، يعتبر إنجازا لحكومة (نيتنياهو)، ولكنها رأت الإفراج عن
هذا الكم الكبير من الفلسطينيين، التى وصفتهم بالإرهابيين، فشلا ذريعا،
لأنهم وفقا للصحيفة يهددون أمن الكيان الصهيوني.
وأشارت
الصحيفة إلى أن نتنياهو حرص على نجاح الصفقة لمجرد أن يروج لأدائه الحكومي
وقدرته على التفاوض، ونجاحه في إتمام الصفقات، وإسترجاع مواطنيه، حتى يظل
التاريخ يذكره، ويعتبره زعيما إسرائيليا لا ينسى، بعد أن هددت زعامته في
الفترة الأخيرة، في ظل توتر علاقاته مع أهم حلفاء إسرائيل تركيا ومصر
والأردن، ولذلك يعتبر نتنياهو تلك الصفقة إحدى فرصه الأخيرة للبقاء، وفقا
للصحيفة.
وعلى
جانب آخر نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالا للكاتب الإسرائيلي أدي منتز،
أكد فيه أنه يتوجب على إسرائيل الإفراج عن كل الفلسطينيين المعتقلين لديها
والبالغ عددها حوالي 8 آلاف، بهدف التخلص من عبء وهم استمرار اختطاف
الفلسطينيين للإسرائيليين، كما سيوفر ذلك على الجيش الإسرائيلي عناء التصدي
للعمليات الاستشهادية التي يقوم بها أهالي وأسر المعتقلين في إسرائيل.